الإسراء والمعراج .. محطة مهمة في تاريخ المسلمين
صفحة 1 من اصل 1
الإسراء والمعراج .. محطة مهمة في تاريخ المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج من المحطات المهمة في تاريخ الاسلام بل وفي تاريخ البشرية حيث كان لقاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم برب العزّة روحاً وجسدا ليرجع إلى أمته وهي خير أمة أُخرجت للناس بتعاليم جديدة لإصلاح أحوالهم وتزكية نفوسهم ومعرفة طريقهم الصحيح في هذه الحياة الدنيا ، ومن لا يصدّق بذلك فإنه يكذّب الله والعياذ بالله فمن أخبرنا عن الاسراء والمعراج هو الله سبحانه وتعالى وليس النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في القرآن الكريم حيث يقول جل من قائل ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) صدق الله العظيم
وقد حدد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الزمان والمكان للإسراء والمعراج فالإسراء تم ليلاً منطلقاً من المسجد في ذكرى ليلة الإسراء والمعراج ففي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة إحدى عشرة من البعثة النبوية أو بعام تقريبا قبل الهجرة على الراجح، أسرى الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم بالروح والجسد من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بفلسطين، الذي وصفه الله بالبركة، حتى فاضت من حوله، ليكون صلى الله عليه وسلم في ضيافة الله، وليشاهد الآيات، وليكرمه بعد المعاناة التي لقيها من قومه بمكة وهو يدعوهم إلى الإسلام، وقد بلغت هذه المعاناة مداها بعد وفاة عمه وزوجته وعودته من الطائف مطرودا••
وحتى يتهيأ صلى الله عليه وسلم لهذه الرحلة المباركة، جاءه جبريل ، كما روى البخاري ، ليلة أسرى به ، فشق صدره وغسله من ماء زمزم ، ثم أفرغ فيه إيمانا وحكمة ، وكانت وسيلة الإسراء البراق، وهو دابة، أبيض، يضع حافره عند منتهى طرفه ، وعندما وصل إلى بيت المقدس بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء عليهم السلام، فأمّهم كما في رواية ابن جرير والبيهقي ، وبعد صلاة ركعتين ،قال صلى الله عليه وسلم '' فأتاني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن ، فقال جبريل أصبت الفطرة ثم عرج بي '' رواه أحمد•
لقد أراد تعالى أن يزيد في إكرامه صلى الله عليه وسلم، فهيأ له بقدرته رحلة ثانية في ملكوت السماء هي رحلة المعراج، حيث صعد إلى السماء يستفتح جبريل ثم يسأل ومن معك؟ فيقول محمد، فيرحب به، فرأى في السماء الدنيا آدم، وفي الثانية عيسى ويحيى، وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، وفي السادسة موسى، وفي السابعة إبراهيم، ثم ذهب به إلى سدرة المنتهى،وفرض الله عليه خمسين صلاة، فلما نزل انتهى إلى موسى حيث سأله ما فرض ربك على أمتك، فأخبره، فقال له موسى: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فخفف الله عنه خمسا، ثم مازال بين موسى وبين ربه حتى صارت خمس صلوات بأجر خمسين صلاة ، ورأى الآيات الكبرى التي بيّنها للناس في السنة النبوية المطهرة••
وقد أجمل القرآن هذه الرحلة في قوله تعالى من سورة النجم ''والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علّمه شديد القوى ذو مِرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى'' صدق الله العظيم
ولما أصبح صلى الله عليه وسلم ليلة إسرائه ومعراجه بعد عودته إلى مكة، أخبر قومه فكذبوه وطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس فوصفه وصفا دقيقا، ومع ذلك أصروا على تكذيبه وسألوه عن عير لهم كانت في الطريق فوصفها لهم وذكر ما حدث لهم•• وعندما سألوا أهل العير تعجبوا ومع ذلك لم يؤمنوا وقالوا لأبي بكر ''إن صاحبك يقول كذا وكذا'' فقال ''إن كان قاله فهو صادق'' فسمي صديقا، وكانت هذه الحادثة فتنة لبعض الناس ومنهم من ارتدّ•
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى